قُبيل زيارة بايدن للمنطقة.. واشنطن بوست: الاتفاق المغربي الإسرائيلي من ركائز الرؤية الأمنية في الشرق الأوسط
أضحت الاتفاقيات الدبلوماسية الموقع بين المغرب وإسرائيل أواخر سنة 2020، إحدى الركائز التي تستند عليها الرؤية الأمنية الإقليمية للولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، بعدما كانت الإدارة السابقة للبيت الأبيض الوسيط بين الرباط وتل أبيب في هذه العملية، الأمر الذي تعزز أيضا من خلال المبادلات التجارية بين البلدين التي كانت مستفيدا رئيسيا من الاتفاق الثلاثي.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير أعدته تزامنا مع زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المنطقة انطلاقا من 13 يوليوز الجاري، إن "اتفاقيات أبراهام" كما تطلق عليها الحكومة الإسرائيلية، التي أنشأت علاقات دبلوماسية بين الدولة العبرية والإمارات العربية المتحدة والبحرين من جهة، وأعادت العلاقات المقطوعة منذ 20 عاما مع المغرب، تمثل "حجر الزاوية" في الرؤية الأمنية للمنطقة.
وأوردت الصحيفة أن التنسيق الأمني المتزايد بين الدول العربية والدولة العبرية بالإضافة إلى ارتفاع معدلات التجارة الثنائية بين كل واحدة من تلك الدول وإسرائيل، أدت إلى استنتاجات مفادها أن "السلام" يؤتي أكله بالفعل، لكن في المقابل يبقى الملاحظ أن المغرب والإمارات والبحرين لم تكن في حالة حرب مع الإسرائيليين ولم تنعكس تلك الاتفاقات على سير المفاوضات مع الفلسطينيين.
والمثير للانتباه، حسب واشنطن بوست، أنه بالإضافة إلى التنسيق الأمني كانت الشراكات في مجال التكنولوجيا الأكثر استفادة من الاتفاقيات، إذ حسب المكتب المركزي الإسرائيلي للإحصاء فقد ارتفعت أرقام المبادلات البينية التجارية بأكثر من 120 في المائة مع الإمارات وبـ40 في المائة بين إسرائيل والمغرب، الأمر الذي لعبت فيه مشتريات الأسلحة والتكنولوجيا المتطورة دورا كبيرا.
ووفق المصدر نفسه، فإن الخشية حاليا من أن يكون الجانب السلبي لتلك الاتفاقيات هو انعكاسها على الأوضاع الداخلية للدول العربية، وذلك من خلال تسهيل وصول حكوماتها لبرامج التجسس الخاصة بالمراقبة الرقمية والتي من الممكن أن تستخدمها تلك البلدان بشكل "استبدادي"، بالإضافة إلى أن "التطبيع" قد يكون وسيلة للدول العربية للتقرب من أمريكا دون إجراء تغييرات في السياسة الداخلية تهم قضايا حقوق الإنسان والسجناء السياسيين.
ويأتي هذا الجرد في وقت يستعد فيه الرئيس الأمريكي للسفر إلى الشرق الأوسط، حيث يُنتظر أن يلتقي بالعديد من قادة دول المنطقة، من بينهم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، إلى جانب الرئيس المصري عبد الفتاح السعودي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، بالإضافة إلى زيارة إسرائيل والأراضي الفلسطينية حيث سيلتقي كلا من بيني غانتس ومحمد عباس.